والله يعصمك من الناس

يروي أهل الحديث والسير أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرس فلما نزل قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [المائدة: 67]، قام النبي صلى الله عليه وسلم من لحظته، يأمر الناس ألا يحرسه بعد الليلة أحد، فالله عز وجل يعصمه من الناس فلا يصلون إليه بسوء.

كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل نزول هذه الآية يحرسه بعض أصحابه، وكيف لا يحرسونه، وقد جرت العادة أن أي رجل له شأن في عالم السياسة والحكم والقيادة له حراس يمنعونه من أعداءه أن يصلون إليه بسوء، بل إن الجيوش الحديثة بها سلاح كامل مهمته الحراسة فقط في السلم والحرب، فما بالكم بمن جمع كل الأحوال الداعية للحراسة، وزاد عليها حال النبوة، الذي قتل بسببه أنبياء لا يعدون من كثرتهم في بني إسرائيل، حتى إن الله سماهم فريقا، لما عاتب بني إسرائيل في كتابه المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} [البقرة: 87] فسماهم فريقا لكثرة من قتلته اليهود من النبيين، وإذا كان هذا حال أهل الكتاب مع أنبياءهم فكيف يكون حال الوثنين مع من يرسل إليهم بالنبوة.

لقد أرسل محمد بن عبدالله وجهر بدعوته في قوم لا يتخاطبون إلا بالسيوف، وإن كانت الأمم تكتب تاريخها بمداد من حبر،، فهؤلاء مدادهم الدم وأقلامهم السيوف، فلا يدونون تاريخهم على صفحات الزمان إلا بالدم، ولا يبون مجدهم إلا بأشلاء الأعداء.
في وسط هؤلاء القوم جهر النبي صلى الله عليه وسلم بدعوته، وهم قوم تقوم الحروب بين قبائلهم ويمتد زمان سعيرها ليدخل في حمأتها جيل بعد جيل لأجل ناقة، أو ما دونها، فما بالكم بمن يخالفهم في العقيدة ويسفه عقولهم وعقول آباءهم، ويخبرهم بالدليل والبرهان، أنهم بكفرهم وعدم إيمانهم كالأنعام أو هم أضل سبيلا، فالأنعام خلقت لتركب وتذبح ويأكل الناس لحمها، ومن ثم قد أدت الوظيفة التي خلقت لأجلها، أما هم فقد خلقوا لتوحيد الله، فما وحدوه، ولعبادته فما عبدوه، إلا قليل منهم، بل أشركوا في عبادته الحجر والشجر والصنم، وأبوا إلا الكفر والعناد والعصيان وإتخاذ الأنداد، ثم هو يصارحهم بهذه الحقائق ويبين لهم أحوالهم في غير خوف ولا مداراة، فهل يكون بعد هذا له في قلوبهم حب؟ إن قلوبهم لتمتليء بعداوته والرغبة في قتله، وقد حاولوا ذلك مرات ومرات، فما استطاعوا إلي ذلك سبيلا.
أما القوم الذين هاجر إليهم ونصروه، فلم يكونوا بالمدينة وحدهم، بل كانت اليهود تساكنهم يثرب وهو إسم المدينة قبل الهجرة، فمنذ أن مر أجدادهم بيثرب في سالف الزمان عرفوها بوصفها الموجود عندهم في التوراة، فاتخذوها دارا ينتظرون هجرة نبي آخر الزمان إليها، ولكن لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إليها وعرفه أحفادهم، وتبين لهم أنه من نسل إسماعيل لا من بني إسرائيل، عادوه وحاربوه وكادوه وسعوا في قتله، مع تأكدهم أنه هو النبي المنتظر.
تروي صفية أم المؤمنين أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر وقدم المدينة خرج أبوها حي بن أخطب وعمها ياسر بن أخطب، ليروا النبي صلى الله عليه وسلم، فلما عادا آخر النهار كالين متعبين، سمعت عمها يسأل أباها عن النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: أهو هو؟ قال نعم، أي أهو النبي الموجود وصفه في التوراة، وقد كان أبوها على علم بالتوراة، قال عمها: أتعرفه وتثبته؟ قال: نعم، قال عمها: فما في نفسك منه؟ قال أبوها: عداوته والله ما حييت.
فلقد كانوا يحسدون النبي ويبغضونه لأنه من ولد اسماعيل، ومن ولد هاجر، لا من بني إسرائيل من ولد ساره، أم بني إسرائيل، فهو من نسل ضرة أمهم، وما ضرهما أن يكونا ضرائر، فسارة وهاجر طيبتان صالحتان لكل منها فضائل ومآثر، فميلاد النبي من ولد إسماعيل تصديق لما جاء في التوراة لما أخبر الله موسي أنه سيجعل في بني إسرائيل رسولا مثل موسي ولكن من إخوانهم، أي من ولد إسماعيل، لأنه لو كان من ولد إسحاق لقال الله أجعل لهم رسولا مثلك منهم، ولا يقول من إخوانهم.

ولكنه داء بني إسرائيل مع أنبيائهم، التكذيب والحسد والقتل، وسوء الأدب، قال الله تعالى في وصفهم مع أنبياءهم: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} [البقرة: 87]
إن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأنصار كان له أثر عظيم في إنطلاق دعوته إلى الآفاق، لكنه لم يمنع الرغبة المتوثبة في قلوب أعداءه من المشركين نحو قتله وسعيهم إلى ذلك بكل سبيل، بل زاد عدوا جديدا إلى هؤلاء الأعداء من أهل الكتاب وهم اليهود، ولكنه عدو قد تمرس قتل الأنبياء.

ولكننا نرى النبي صلى الله عليه وسلم، عاش حتى بلغ الرسالة وأتم الله له الدين، ولم يقتله أحد، لا من قريش التي سفه أحلامها، ولا من اليهود الذين عادوه، ولم يكتفوا بعداوته بل عادو الملك الذي ينزل بالوحي إليه، فقد إمتدت لهب النار في قلوبهم حتى وصلت إلى جبريل عليه السلام وما ضرت عداوتهم جبريل ولا النبي صلى الله عليه وسلم، أما جبريل فلأنه ملك لا طاقة لهم به ولا سبيل لوصول أذاهم إليه، وأما النبي فلأن الله عصمه منهم ومن غيرهم.
نعم عصمه الله منهم، وقد سعوا إلى قتله وإغتياله أكثر من مرة، فما استطاعوا إليه سبيلا، تروي كتب السير أن قريشا أرسلت إلى المسلمين تقول لهم: لا يغرنكم أنكم أفلتمونا إلى يثرب، سنأتيكم فنستأصلكم ونبيد خضراءكم في عقر داركم.
ولم يكن هذا كله وعيدا مجردا، فقد تأكد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكيد قريش وإرادتها على الشر ما كان لأجله لا يبيت إلا ساهرا، أو في حرس من الصحابة، فقد روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمة المدينة ليلة، فقال: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة، قالت: فبينما نحن كذلك سمعنا خشخشة سلاح، فقال: من هذا؟ قال: سعد بن أبي وقاص، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما جاء بك؟ فقال: وقع في نفسي خوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئت أحرسه، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نام.
ولم تكن هذه الحراسة مختصة ببعض الليالي بل كان ذلك أمرا مستمرا، فقد روي عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرس ليلا، حتى نزل: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ، فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة، فقال: «يا أيها الناس انصرفوا عني فقد عصمني الله عز وجل.
فقد أخبره الله سبحانه وتعالى أنه يعصمه من الناس، فصرفهم عن حراسته وهو بالمدينة، ولا يفهم من إخبار الله له أنه يعصمه من الناس، أنه كان لا يعصمه قبل ذلك، بل كان سبحانه وتعالى يعصمه من أهل مكة وصناديدها وحسادها ومُعَانديها ومترفيها، مع شدة العداوة والبَغْضة ونصب المحاربة له ليلا ونهارًا، بما يخلقه الله تعالى من الأسباب العظيمة بقَدَره وحكمته العظيمة. فصانه في ابتداء الرسالة بعمه أبي طالب، إذ كان رئيسًا مطاعًا كبيرًا في قريش، وخلق الله في قلبه محبة طبيعية لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا شرعية، ولو كان أسلم لاجترأ عليه كفارها وكبارها، ولكن لما كان بينه وبينهم قدر مشترك في الكفر هابوه واحترموه، فلما مات أبو طالب نال منه المشركون أذى يسيرًا، ثم قيض الله عز وجل له الأنصار فبايعوه على الإسلام، وعلى أن يتحول إلى دارهم – وهي المدينة، فلما صار إليها حَمَوه من الأحمر والأسود، فكلما هم أحد من المشركين وأهل الكتاب بسوء كاده الله ورد كيده عليه، لما كاده اليهود بالسحر حماه الله منهم، وأنزل عليه سورتي المعوذتين دواء لذلك الداء، ولما سم اليهود في ذراع تلك الشاة بخيبر، أعلمه الله به وحماه الله منه؛ ولهذا أشباه كثيرة جدًا
ولكن النبي صلى الله عليه وسلم عبد كسائر البشر، يأكل ويشرب ويتزوج ويصح ويمرض ككل البشر، لكنه مع بشريته رسول، فببشريته معرض لما يتعرض له البشر، من تقلبات الدهر، ومن النصرة في الحرب أو الهزيمة، ولأنه بشر قد يجرح بل قد يقتل، ولقد قتل في الحرب نفرا من أعداءه، وأصابته سيوف القوم فجرح وشج رأسه وكسرت رباعيته، وكانت فاطمة تحرق الحصير فيصير رمادا فتضعه على الجرح حتى يكف نزفه، ولهذا فهو يحتاج من الحراسة عادة إلى ما يحتاج إليه قادة الجيوش، وحكام الدول، الذين لا يعلمون له أعداء بعينهم، فهذا أمر تمليه تدابير السلامة فيما يتعلق بالقادة والدول، فما بال من علم أن العرب كلهم له أعداء، وقد تعرض للقتل أكثر من مرة، ثم ها هو يصرف الحراس عن حراسته، أيخاطر بحياته؟ أيخاطر بدولته التي تعب حتى أسسها لو كان مجرد مؤسس دولة؟ أيخاطر بمركزه وملكه وسطوته لو كان مجرد صاحب ملك، أيخاطر هذه المخاطرة ويصرف الحراس ليأتيه العدو فيقتله، ويضيع كل ذلك من يده بل يفقد حياته نفسها؟ إن أي قائد في مثل هذا الموقف لا يقدر على صرف حراسه عنه، إلا إذا كانت هناك قوى أعظم وأقهر لقوة أعداءه، فأي قوة تلك التي كانت أعظم قوة واقهر من قوة أعداء محمد ليركن إليها ويطمئن بوعدها إياه ليصرف عنه حراسه؟ سؤال أسأله للبشرية كلها.
وأتساءل أيضا أكان محمد صلى الله عليه وسلم يخاطر بحياته، وهو قائد حكيم وسياسي ضليع يعلم خطورة قرار صرف الحراس في زمان تحاربه فيه العرب عن بكرة أبيها، وتدق طبول الحرب في الأفق القريب إحدى أعظم قوتين في زمانه وهي الروم متوجهة إليه، إن الوقت الذي صرف محمد فيه حراسه عن كان الخطر يزداد فيه لا يقل، ومع هذا اتخذ أخطر قرار في حياة أي قائد على الإطلاق، فهو بالنسبة لأي قائد قرار إنتحار، ولم تعرف البشرية على طول زمانها ولا تعدد دولها قائدا اتخذ هذا القرار وبقي سالما لم يقتل أو يغتال، ولن تعرف البشرية في مستقبلها من يتخذ هذا القرار ويبقي سالما، وهذا أتحدى به الإجيال القادمة في مشارق الأرض ومغاربها إلى أن تقوم الساعة، ولن يسجل التاريخ أن أحدا اتخذ هذا القرار وبقي سالما.
لكن محمد بن عبدالله اتخذه وعاش بعده سالما، ما استطاع أحد قتله ولا إغتياله.
فها هو يذهب إلى اليهود في عقر دارهم، ويجلس معهم في مجلسهم، فيرقى شقي منهم إلى سطح الدار بحجر ضخم، يريد أن يسقطه على رأس النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس، فيأتي جبريل إلى النبي فيخبره بما يكيدون له، فيقوم النبي من مكانه لينجو من الحجر الذي أعده اليهود لقتله وقد كان سيسقط عليه، لولا أن الله بعث إليه جبريل يخبره ليقوم من مكانه هذا.
وها هم اليهود أيضا يدعونه لطعام فيجيب من أدبه دعوتهم، فلما يجلس للطعام يقدمون له شاة مسمومة، فينطقها الله، وقد سبقت إليها يد أحد أصحابه، فيموت شهيدا مسموما، وينجو النبي صلى الله وسلم، ينطق الله الشاة وهي مذبوحة ومطهية تخبره ألا يأكل منها لأنها مسمومة.
وها هو النبي صلى الله عليه وسلم، ينام تحت شجرة في طريقه من إحدى الغزوات، وقد تفرق الصحابة تحت الأشجار يستظلون بظلها، فيقوم من نومه، وقد أخذ عدو له سيفه، ويقول له: يا محمد من يعصمك مني؟ والنبي صلى الله عليه وسلم ليس معه في هذا الحال سلاح ولا درع يتقي به السيف في يد الرجل، فيرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: الله، فيسقط السيف من يد الرجل ولا يقدر على قتل النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يعفو عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
وها هما رجلان يتعاقدان على أن يذهب أحدهما لقتل محمد، والآخر يرعى للقاتل ولده ويسد دينه، فما إن يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فيوفق عمر ابن الخطاب لرؤية الغدر في عين الرجل فيمسكه، ويسأله النبي عن الغرض من مجيئه فيكذب الرجل، فيخبره النبي بما كان من أمره هو وصاحبه في حجر الكعبة وهما يتفقان على ما اتفقا عليه، فيقول الرجل أنه لما اتفق مع صاحبه هذا الإتفاق، ما كان معهما ثالث، فكيف عرف محمد بهذا؟ فيعلم أنه الله الذي أخبره، فيعلم أنه مؤيد من الله، وأن نبوته صادقة فيسلم مكانه.

لقد تعرض النبي صلى الله عليه وسلم لمحاولات قتل كثيرة، ومع هذا عاش حتى أتم الرسالة وبلغها للناس، وسألهم قبل موته في حجة الوداع وقد كانوا ألوفا مؤلفة، أتشهدون أني قد بلغت، وذلك أنه لما كان في حجة الوداع شعر صلى الله عليه وسلم بدنو أجله لما أنزل جل وعلا عليه قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} [المائدة:3]، فعرف صلى الله عليه وسلم أن الأمر الذي بعث من أجله قد تم، فأخذ يودع الناس ويقول: (لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا)، فيخطب ثم يقطع ويقول: (لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا، وإنكم ستسألون عني فما أنتم قائلون؟ فيجيبون: نشهد أنك قد بلغت الرسالة، وأديت الأمة، ونصحت الأمة، فيرفع أصبعه الطاهرة إلى السماء ثم ينكتها إلى الأرض ويقول: اللهم فاشهد اللهم فاشهد)
فها هو صرف الحراس عنه في زمان حرب، وعاش بعدها حتى بلغ رسالة الله، وجاءه الخبر من الله أنه أكمل له الدين وأتم عليه وعلى أتباعه النعمة، ثم يسأل محمد أتباعه: أبلغت؟ فيجيبون نشهد أنك قد بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، فمن الذي أخبر محمدا بهذا؟ أنه سيعصم وسيعيش حتى يبلغ رسالته؟ وقد كان

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *