من محاسن الإسلام، حديثه عن الأنبياء كقدوة للبشر، ونشر محاسنهم
من محاسن الإسلام، حديثه عن الأنبياء كقدوة للبشر، ونشر محاسنهم
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من أعظم محاسن الإسلام أن القرآن الكريم تحدث عن الأنبياء والرسل بطريقة تنصفهم وتبرز مكانتهم العالية كقدوة في نشر الخير والتوحيد. الإسلام لم يكتفِ بتكريم الأنبياء فقط، بل جعلهم نماذج يُحتذى بها في حياتهم وأخلاقهم ودعوتهم إلى عبادة الله وحده. وقد وردت قصصهم في القرآن الكريم لتكون مصدر إلهام ودروسًا للبشرية حول أهمية نشر الخير، والتمسك بالحق، والصبر على البلاء في سبيل الله.
في هذا المقال، سنناقش دور الأنبياء والرسل في نشر العقيدة الصحيحة والخير، وكيف أن الإسلام أنصفهم وذكر محاسنهم، مستشهدين بقصص من القرآن الكريم.
الأنبياء والرسل: دعوة إلى الخير والتوحيد
الأنبياء والرسل جميعهم حملوا رسالة التوحيد، ودعوا الناس إلى عبادة الله وحده ونبذ عبادة الأصنام. كانت رسالتهم قائمة على نشر الخير والهداية، والعمل على إصلاح المجتمعات ونشر العدل. يقول الله تعالى: “وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ” (النحل: 36)، مما يؤكد أن هدف جميع الرسل كان الدعوة إلى الحق والخير.
نوح عليه السلام كان من أوائل الأنبياء الذين أرسلهم الله إلى قومه، وكان نموذجًا للصبر والإصرار على نشر الخير رغم رفض قومه. قال الله تعالى على لسان نوح: “يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ” (الأعراف: 59). ورغم تحدياته وصبره الطويل في الدعوة، فإن قصته تُلهم المؤمنين بالصبر على الهداية وتوجيه الناس نحو الخير.
إبراهيم عليه السلام: القدوة في نشر التوحيد والخير
إبراهيم عليه السلام هو مثال آخر لنبي عظيم جسّد القدوة في نشر التوحيد والفضيلة. دعا قومه وأباه لعبادة الله وحده، وحطم الأصنام التي كانوا يعبدونها. قال تعالى: “إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ” (الشعراء: 70). كانت دعوته مملوءة بالحكمة واللطف، مما يعكس كيفية الدعوة إلى الخير بحكمة.
إبراهيم عليه السلام خضع لاختبارات إيمانية عظيمة، من بينها الأمر بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، ولكنه أظهر طاعة مطلقة لله، مما جعله قدوة عظيمة في الإيمان والخير. هذه القصة تدل على الإخلاص والتسليم الكامل لأوامر الله.
موسى عليه السلام: مثال للثبات في نشر الهداية
موسى عليه السلام يُعتبر من الأنبياء الذين أنصفهم الإسلام بشكل كبير، حيث صوّره القرآن كنبي قوي الإرادة، شجاع في نشر التوحيد، ومواجه للظلم والطغيان. كان دوره في دعوة بني إسرائيل إلى عبادة الله وتحقيق العدالة نموذجًا للنبي القوي الذي لا يهاب الظالمين. يقول الله تعالى: “فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ، وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ” (النازعات: 18-19)، مشيرًا إلى دعوة موسى لفرعون إلى الهداية رغم طغيانه.
محمد صلى الله عليه وسلم: خاتم الأنبياء وقدوة في نشر الخير
محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء وأكملهم في الدعوة إلى التوحيد ونشر الخير. أرسله الله تعالى رحمة للعالمين ليكون نموذجًا للأخلاق الفاضلة. كان النبي محمد قدوة في الصبر والحكمة في مواجهة العداء والظلم. قال الله تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ” (الأنبياء: 107).
النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن فقط داعيًا إلى التوحيد، بل كان مثالًا حيًا للأخلاق الرفيعة والعدل والإحسان، مما جعله القدوة الأعظم في نشر الخير وهداية الناس.
قصص الأنبياء في القرآن: مصدر إلهام وهداية
القرآن الكريم يحتوي على العديد من قصص الأنبياء التي تبين دورهم في نشر الخير والتوحيد. قال الله تعالى: “لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ” (يوسف: 111). هذه القصص ليست مجرد أحداث تاريخية، بل هي دروس وعبر يستفيد منها المسلمون في حياتهم اليومية، حيث يتعلمون منها الصبر، الثبات على الحق، والدعوة إلى الخير بالحكمة والموعظة الحسنة.
الخاتمة
من محاسن الإسلام أنه أنصف الأنبياء والرسل، ورفع مكانتهم باعتبارهم قدوة في نشر الخير وهداية الناس. القرآن الكريم قدّم قصص الأنبياء كنماذج حيّة للصبر، الحكمة، والأخلاق الفاضلة، مما يجعلهم مصدر إلهام لكل مسلم في حياته اليومية. إن ذكر محاسنهم وإبراز دورهم في نشر التوحيد يعزز من قيم الخير والهداية في الإسلام، ويحث المسلمين على الاقتداء بهم في السعي إلى إصلاح المجتمعات ونشر الفضيلة.