أنوار في أعماق البحار

بعد أن نزل العلماء إلى أعماق المحيطات وبلغوا عمقا يصل إلى 1000 متر، وجدوا ظلاما شديدا، فظنوا أنه لا حياة عند هذا العمق، ولكن مع استمرار الأبحاث اكتشفوا أنه في هذه الأعماق وما بعدها كائنات حية وأنواعا من الأسماك، تولد خلاياها نورا ذاتيا تعيش به وتبصر به ما حولها.
واكتشفوا أن بعض هذه الأسماك تسكن عليها أنواع من البكتريا المولدة للنور، فالنور ليس منها ذاتها، ولكن بتسخير هذه البكتريا لتنير لها طريقها في حركة تبادل منفعة بين الطرفين، فمن الذي سخرهما لبعضهما؟.
واكتشفوا أن من الكائنات الحية والأسماك من يستعمل هذا النور كحيلة لجلب رزقه، فبنوره تأتي الفريسة إليه فيلتهمها ويعيش عليها.
واكتشفوا أيضا أن بعض الكائنات تستعمل هذا النور لترهب به أعداءها مستخدمة هذا النور كوسيلة من وسائل الدفاع.

هذه من الحقائق التي توصل إليها بعد جهود و أبحاث تتعلق بالبحار والمحيطات، فأضافوا للبشرية بعض الحقائق، ولكن هل نسلم لهذا ونقول أن الباحث فلان قد قدم للبشرية حقائق علمية جليلة ما سبقه إليها أحد؟
بالطبع لا يكون هذا أبدا، ما دام محمد بن عبدالله قد بعث، فلقد جاء في القرآن الكريم هذه الحقيقة التي يتلوها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها منذ قرون بعيدة.
جاء في القرآن قوله تعالى وهو يشبه حال الكافرين الذين يعيشون في ظلمات الجهل والكفر بحال من يعيش في ظلمات البحر حيث الظلام وانعدام النور إلا من جعل الله له نورا، قال تعالى: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور: 40]
فلقد بينت الآية أن من يحيا في البحر إنما يحيا في ظلمات البحر اللجي، فإنما هو يحيا في بحر يغشاه موج من فوق الموج موج من فوق الموج الآخير سحاب، فهو تحت طبقات من الظلام، والعياذ بالله، لدرجة أنه إن أخرج يده لم يستطع رؤيتها، وأن من يحي في ظلمات هذه الأعماق فإنما يحيا بنور جعله الله له، ومن لم يجعل الله له نور فمن أين يأتيه النور؟

هذه الآية تكلمت عن ظلمات الأعماق في البحر وبينت أنها نتيجة طبقات من الأمواج والسحاب، وتكلمت عن أن في هذه الظلمات نور هو من الله تعالى يجعله لخلقه، في تشبيه بين الله به أن من لم يجعل الله له نورا يهتدي به إلى الحق فلن يهتدي.
فمن الذي أخبر محمد به عبدالله في قلب الصحراء بما هو في قلب البحار والمحيطات، وهو الرجل العربي الذي ما ركب البحر أبدا ولا يعلم عن البحر إلا ما علمه الله له بالوحي، فلو لم يكن محمد نبيا فمن الذي أخبره بهذا في قلب الصحراء؟

خلق الإنسان من عناصر الأرض

قال تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} [طه: 55]
قال الطبري رحمه الله في تفسير الآية: من الأرض خلقناكم أيها الناس، فأنشأناكم أجساما ناطقة وَفِيها نُعِيدُكُمْ يقول: وفي الأرض نعيدكم بعد مماتكم، فنصيركم ترابا، كما كنتم قبل إنشائنا لكم بشرا سويا وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ يقول: ومن الأرض نخرجكم كما كنتم قبل مماتكم أحياء، فننشئكم منها، كما أنشأناكم أوّل مرّة. وقوله: ” تارَةً أُخْرَى ” يقول: مرّة أخرى.
هذه الآية الكريمة تتحدث عن حقيقة علمية هي أن الله خلق الإنسان من الأرض، وتتحدث الآية الكريمة عن حقيقة أخرى وهي عودة الإنسان إلى الأرض وتحلل جسمه، ثم أخراجه من الأرض مرة أخرى.
وهناك آيات أخري تبين أن الله خلق الإنسان من التراب تحديدا، بل وزاد على هذه الحقيقة، حقيقة خلق الإنسان من التراب، أنه بين مراحل خلق الإنسان، وأطوار خلقه، قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [غافر: 67]
وتوجد في القرآن آيات كثيرة تبين خلق الإنسان، لتعطي مع هاتين الآيتين هنا صورة متكاملة عن خلقه، ليهتدي بها الناس، ولا يتيهون في غيابات الأوهام والخيالات حول خلقتهم والغرض من خلقهم.
ومعني أن الإنسان مخلوق من التراب أي أن جسمه يتكون مما يتكون منه التراب، ولكن الله جعله في صورة أخرى غير صورة التراب الظاهرة.
غاية ما توصل إليه الباحثون الآن، أن جسم الإنسان مخلوق من عناصر مثل العناصر التي يتكون منها التراب، في كتاب جديد نشر في الولايات المتحدة الأمريكية تبين للباحثين أن جسم الإنسان يتألف من العناصر ذاتها التي خلقت منها الأرض.
ويقول الباحث Karel Schrijver من جامعة ستانفورد Stanford University إن الكون في بداياته كان ممتلئاً بالغبار الكوني حيث تشكلت أرضنا من هذا الغبار والذي يحوي جميع العناصر على الأرض.
نفهم من هذا أن المسألة مسألة تشابه أي أن جسم الإنسان متشابه في تكوينه مع التراب، فهما يتكونان من مجموعة أنواع من العناصر.

ولكن ديننا نحن المسلمين يبين لنا أننا خلقنا من التراب نفسه، وأن التراب أسبق في الخلقة منا، فخلقت الأرض أولا متشكلة من هذه العناصر ثم خلق الله الإنسان بعد ذلك من التراب المكون من هذه العناصر، خلق تبعا لإرادة الله الحكيم العليم لا صدفة كما يظن أولئك الغربيون.
وهذا يريح الإنسان من عناء الفكر بغير هدي حول متى خلقنا؟ فكوننا نتتكون من نفس العناصر التي تتكون منها الأرض يسوق إلينا بداهة هل خلقنا مع الأرض في نفس الوقت؟ ثم يسرح الفكر ويفترض أمورا لا يدري أيجد لها إجابات أم لا.
الله عز وجل أراحنا من عناء هذه التساؤلات فأرسل لنا أنبياء ورسلا تبين لنا حقيقة خلقنا والغرض من هذا الخلق، وأين مصيرنا بعد الموت، وخاتمهم محمد بن عبدالله الذي أوحي إليه بأكمل الحقائق حول خلقة الإنسان بل وخلقة الكون نفسه.
هذه الحقائق التي يزخر بها دين محمد، من أخبره بها؟

نحاس في السماء

كم كانت جميلة هي أيام الصبا، كم كانت جميلة تلك الأمسيات التي أتناجي فيها وصديقي والأفكار والآلام والأحلام، كنا نسهر الليالي نستكشف الدنيا الكبيرة نرسم فيها طريقا على صفحات الفكر نريد السير فيه لتحقيق الآمال، وفي أمسية من تلك الأمسيات ونحن نجلس على عتبة البيت ليس أمامنا إلا مزارع يخيم عليها الليل بجلبابه الأسود ولا يفصلنا عنها إلا ترعة تنعكس على صفحتها أنوار المصابيح أمام البيوت في منظر بديع، رأينا شعلة نار تقترب من الأرض في سرعة خاطفة، كادت قلوبنا تقفز من صدورنا من هول ما نرى، فما كان بيننا وبينها إلا مسافة تقاس بعشرات الأمتار، ظنناها ستضرب الأرض فارتعنا وخفنا، وسبحان الله القدير في لمح البصر اختفت قبل أن تلمس الأرض بالقرب منا.
إنه شهاب احترق، عدت وصديقي نتذاكر ما نعرفه عن الشهب، وأنها تضرب شيطانا، فسبحان الله أكان قريب منا ذاك الشيطان إلى هذه الدرجة؟ فاللهم قنا شر شياطين الإنس والجن.
كان أي كتاب علمي يقع في يدي في تلك الأثناء أعتبره كنزا ثمينا، ثم صرت من مدمني قراءة مجلة العلم التي كانت تصدرها أكاديمية البحث العلمي بالقاهرة، كانت هي متنفسي في دنيا لم نكن نعلم فيها عن الإنترنت شيئا، وما كنا نسمع عنه، لذا كنت أسعد كلما وقع في يدي كتاب يتكلم عن العلوم التجريبية في أي مجال من مجالات الحياة.
لكن كانت تلفت نظري آية في كتاب الله، هي قول الله تعالى: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَ نُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ) [الرحمن: 33 35].
أتأمل في الآية على حداثة سني، وليس لي من طاقة بكتب التفسير وقت ذاك، فكنا نرى كأن كتب الدين بحر لا قاع له، ولا ينبغي لنا البحث فيها إلا لفئة من الناس، وهذه شبهة من شبه الشيطان التي صد الناس بها عن الإهتداء بالدين وجعل العلم بالشرع حكرا على فئة من الناس هم العلماء فقط، فكنت أتأمل الآية وأقول على قدر معرفتي في أيام الصبا، الله يقول (إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) أي أننا من الممكن أن ننفذ من السماء هذه إلى السماء التي تليها حتى نصل إلى السماء السابعة، ولكن هذا يشترط منا أن يكون لنا وسيلة نعبر بها، ولكن الله لن يسمح لأحد بالعبور إلا لمن شاء وإلا فإنه سيرسل عليها شهابا يحرقه، فلن يستطيع أن ينفذ إلا إذا سمح له الله، فكنا نقول السماوات موجودة ونستطيع النفوذ فيها ولكن، لابد من سلطان،
كانت هذه أفكارنا زمان الصبا، فلما كبرنا واطلعنا على تفسير الآية علما أن في الآيات أمورا معجزة،
هل تعلم ما هو تفسير قوله تعالى: شواظ من نار ونحاس؟ وهل النحاس يمكن أن يكون نوعاً من أشد أنواع العذاب؟ دعونا نتأمل ….

هناك نيازك تتوهج باللون الأخضر لدى احتراقها على حدود الغلاف الجوي فلماذا؟ لقد درس العلماء هذه الظاهرة فوجدوا أن هذه النيازك تحوي معدن النحاس والذي ينصهر ويتبخر أثناء احتكاك النيزك بالغلاف الجوي نتيجة لسرعته الهائلة.

وهذه صور لبعض النيازك التي تتوهج باللون الأخضر بسبب وجود عنصر النحاس في تركيب هذه النيازك، ويقول العلماء إن ذوبان النحاس بهذا الشكل يولد طاقة حرارية هائلة تصل حرارتها لأكثر من ألفي درجة مئوية ..

هذه الظاهرة – ظاهرة النيازك النحاسية المتواجدة في الفضاء لم يتم اكتشافها إلا حديثاً … ولكن الله تعالى أنبأ عن مثل هذه النيازك بالإشارة إلى عنصر النحاس فيها .. قال تعالى: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ} [الرحمن: 35]

والشَّواظُ والشُّواظُ اللَّهَب الذي لا دُخانَ فيه .. وهذه الكلمة فيها إعجاز أيضاً .. فتشكل الدخان يحتاج للأكسجين، والفضاء الخارجي كما نعلم لا يوجد به أكسجين وبالتالي لا يتشكل الدخان، بل تتشكل شرارة نارية عنيفة أشبه بإعصار ناري نتيجة ذوبان وتبخر النحاس … الدخان الذي نعرفه يتركب أساساً من أول وثاني أكسيد الكربون .. ومركبات أخرى يدخل الأكسجين في تركيبها.

وسؤالنا للمشككين بهذا القرآن: كيف علم نبينا عليه السلام بوجود عنصر النحاس في الفضاء الخارجي وأنه من أنواع العذاب الشديد؟ ومن أين جاء بكلمة (شواظ) وهي مناسبة جداً للتعبير عن احتراق النحاس في الفضاء الخارجي حيث لا يوجد أكسجين مما يولد كرة نارية ملتهبة من دون دخان كالذي نعرفه على الأرض .. ولا نملك إلا أن نقول .. سبحان الله!
فمن أخبر محمد بن عبدالله، بهذه الحقائق العلمية، التي لم تعرف إلا في زماننا هذا؟

صلاة الفجر سبب للسعادة

أثبتت الدراسات الحديثة أن النوم ليلاً يساعد الدماغ على التقليل من إفراز مادة الدوبامين Dopamine ليتمكن المخ من إفرازها في النهار بشكل جيد، وإن الاستيقاظ المبكر قبل شروق الشمس يساعد على إفراز كميات كبيرة من الدوبامين مما يساعد الدماغ على أداء عمله بكفاءة أعلى والتمتع بسعادة وراحة نفس.
هذا ما وصل إليه علماء القرن الواحد والعشرين، في حين أننا نرى أن محمد بن عبدالله قد بين ذلك، قبل أربعة عشر قرنا من الزمان، بل فرض على المسلمين صلاة الصبح قبل شروق الشمس بوقت هو بين الساعة إلى الساعتين، ثم سن للمسلمين الجلوس لذكر الله تعالى حتى تشرق الشمس، ثم صلاة ركعتين بعد أن ترتفع الشمس قليلا.
كل هذا يعطي المسلم طاقة إيجابية في نفسه وبدنه، ليجابه بها أحداث يومه وما يلقي في يومه من عمل وكد لكسب العيش، ثم جعل له أثناء يومه سويعات يستروح فيها بعبادة الله متمثلة في الصلوات الأربعة الأخرى غير صلاة الفجر، فتوزيع الصلوات الخمس على مدار اليوم والليلة غاية في الخير والنفع للنفس والبدن.
فبعد أن يصلي المسلم الصبح قبل شروق الشمس بساعتين تقريبا، فيستفيد باستيقاظه في ذلك الوقت والحركة فيه أنه يتعرض للأوكسجين الثلاثي أو كما يعبر عنه بغاز الأوزون، الذي ينشط الجسم طوال اليوم علاوة على أنه الوقت الذي تفرز فيه مادة الدوبامين بنسب جيدة تجعل المسلم يشعر بالطمأنينة والسكينة والنشاط وخفة النفس.
ثم يأتي وقت الظهر بعدما قضي الإنسان عدة ساعات في عمله، فيقوم للصلاة فيتوضأ ويصلي قياما وجلوسا وركوعا وسجودا وهي كلها أوضاع تنشط الغدد في الجسم وتساعد على تنظيف الجسم من الرواسب التي نتجت اثناء ذلك الوقت الذي مر ما بين صلاة الصبح والظهر، ثم بعدها بساعتين ونصف أو ثلاث ساعات ونصف تقريبا حسب طول النهار وقصرة صيفا وشتاء، يصلي المسلم صلاة العصر لتكون صلاة العصر أشبه بعملية صيانة نفسية وجسدية للجسم ثم عند دخول الليل يعيد المسلم صيانة نفسه وجسمه بصلاة المغرب ثم بعدها بالساعة والنصف تقريبا يصلي صلاة العشاء قبل نومه في عملية صيانة جديدة، ليدخل فراشه طيب النفس مرتاح البال، فيدخل فراشه ويؤدي أذكار النوم التي فيها تفويض أمره لصاحب القوة الحقيقية في الكون وهو الله.
فالمسلم على مدار يومه وليلته موصول بمصدر القوة ومانح السعادة الله، لا أنه يقوم فقط قبل طلوع الشمس ليستفيد من إفراز مادة الدوبامين ليكون سعيدا بل للمسلم عشرات الأسباب التي تجعله من السعداء، وأهم أسباب السعادة هو الإيمان بالله والرضا به ربا.
قد توصل العلم إلى أن مادة الدوبامين تسبب الشعور بالسعادة، لهذا يحث العلم الناس على الإستيقاظ مبكرا لينالوا حظا منها، ولكنه وصل متأخرا جدا ووصل ببضاعة مزجاة فلقد سبقه محمد بن عبدالله بأن أمر الناس قبل أربعة عشرقرنا من الزمان، أن يستيقظوا مبكرا لأجل أن تكون أنفسهم طيبة أو بتعبير أهل عصرنا سعيدة، وجاء كذلك بسيل جرار من أسباب الطمأنينة وطيب النفس وساعدتها ليس في الدنيا فقط بل وفي الآخرة أيضا.
روي البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضى الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ” يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ مَكَانَهَا: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّهَا، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ ” , (خ) 3269
وأنا هنا أقول للباحثين من الغرب الذين أجروا هذه التجارب وغيرهم، بل هي دعوة عامة لأن يجروا هذه التجارب على مسلم موحد بالله قام من الليل فعمل ما دله عليه محمد بن عبدالله، وإني على يقين أنهم سيجدوا النسب في هذا المسلم أفضل 3 مرات على الأقل من غير المسلم الذين يستيقظ مبكرا لينال قسطا من إفراز جسمه لمادة الدوبامين.
وأعود أيضا لأتسائل هذه الجزئية التي توصل العلم إليها وقد توصل محمد بن عبدالله لما هو أزيد منها، من دله على ذلك؟ هل كانت لدية الأجهزة الحديثة في بيته في المدينة وسط الجبال؟ أم أن الذي أخبره وحي من السماء مرسل من رب الأرض والسماء، الذي خلق البشر ويعلم ما ينفعهم؟

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *